کد مطلب:352783 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:279

استخلاف عمر
لما نزل بأبی بكر المرض دعی عثمان بن عفان وقال له: اكتب بسم الله الرحمن الرحیم، هذا ما عهد به أبو بكر بن أبی قحافة إلی المسلمین، أما بعد: فأغمی علی أبی بكر، فكتب عثمان: أما بعد، فإنی أستخلف علیكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خیرا، ثم أفاق أبو بكر فقال: أراك خفت أن یختلف الناس إن أسلمت نفسی فی غشیتی، قال؟ نعم، قال: جزاك الله خیرا عن الإسلام وأهله. وأقرها أبو بكر من هذا الموضع [1] .

وكما یروی أیضا أن عمر كانت بیده الصحیفة التی فیها استخلاف أبی بكر له ویقول للناس: " أیها الناس اسمعوا وأطیعوا قول خلیفة رسول الله إنه یقول: إنی لم آلكم نصحا) [2] .

وهكذا، فإنه كما لعب عمر بن الخطاب ذلك الدور الحاسم فی تنصیب أبا بكر خلیفة یوم السقیفة بتخویفه للناس وبأخذه منهم البیعة لأبی بكر بالشدة - كما مر إثباته -، مستغلا الانشقاق الذی حصل بین صفوف الأنصار وغیاب أصحاب الخلافة الشرعیین لانشغالهم بتجهیز الرسول صلی الله علیه وآله لمثواه الأخیر. فإن أبا بكر أیضا لعب نفس الدور، بتنصیب الخلیفة عمر بعده، ولم یكلفه ذلك سوی حبرة قلم. وبالرغم من شدة مرض أبی بكر أثناء كتابته تلك الوصیة بل وإغمائه حینها، إلا أن أحدا لم یقل بأن أبا بكر كان (یهجر) فیما كتب، بینما لم یتردد الخلیفة عمر ومن كان یؤیده برمی الرسول صلی الله علیه وآله بتلك الكلمة المؤلمة حین سألهم أن یأتوه بكتاب یكتبه لهم حق لا یضلوا بعده أبدا!!



[ صفحه 60]



وزعم أبو بكر أن سبب تسمیته للخلیفة عمر بعده هو خشیته من الاختلاف بعده، وهكذا تقبل أهل السنة هذا العذر منه بعد أن خالف الشوری التی یزعمون أنها المبدأ الذی یتم به انتخاب خلیفة المسلمین. وستری لاحقا كیف أنهم تقبلوا أیضا حتی خلافة معاویة وابنه یزید من بعده بالرغم من تسنمهم لإمرة المسلمین بالقهر وغلبة السیف الذی أعملوه برقاب المسلمین قتلا لا سیما العترة الطاهرة من أهل البیت. ولكن السؤال الذی أردنا طرحه هنا، لماذا لم یتقبل أهل السنة فكرة تسمیة الرسول (ص) لخلیفة بعده كما تقبلوا ذلك من أبی بكر؟ وخصوصا أن أسباب الاختلاف علی الخلافة وقت وفاة الرسول (ص) كانت أعظم مما كانت علیه زمن وفاة أبی بكر، هذا فضلا عن النصوص الواضحة بوجوب الرجوع إلی أهل البیت علیهم السلام فیما یختلف به المسلمون بعد رحیل المصطفی (ص) واستخلاف علی بن أبی طالب علیه السلام.


[1] تاريخ الطبري، تاريخ دمشق لابن عساكر.

[2] تاريخ الطبري.